
أربعة وجوه من الطف… والإنسان ما زال يختار
- Aqeel Awad
- 11 يوليو
- 1 دقيقة قراءة
كتب / رئيس التحرير
في معركة الطف الخالدة، لم تكن الحرب فقط بين سيفين، بل كانت بين مواقف، ستظل تتكرر ما دام الإنسان يُختبر بين الحق والباطل.
وبرزت أربع شخصيات رئيسية، لا تمثل فقط زمانها، بل ما تزال حاضرة في حياتنا وسلوكنا ومجتمعاتنا:
1. الحسين بن علي (عليه السلام):
خرج لا يطلب مُلكًا ولا دنيا، بل قالها بوضوح:
“إنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي، أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر.”
الحسين هو صرخة دائمة في وجه الفساد، ورمز لكل من ينهض للكرامة، حتى وإن قلّ الناصر.
2. يزيد بن معاوية:
حين جُلب إليه رأس الحسين، قال متبجحًا:
“ليت أشياخي ببدر شهدوا… لأهلّوا واستهلّوا فرحًا.”
كان يحتفل بالدم، لا بالنصر، وكأنّه ينتقم من الرسالة التي جاء بها جده، محمد ﷺ. وهو الوجه الصريح للباطل حين يخلع قناعه الديني.
3. عمر بن سعد:
وقف بين مطمع المنصب وصوت الضمير، وقال قولته الشهيرة:
“قلوبنا معك، وسيوفنا عليك… ولكن الملك عقيم.”
مثّل أخطر نموذج؛ من يعرف الحق، ويعترف به، ثم يخونه. وهذا النموذج ما زال حاضرًا في بعض الساسة الذين يتاجرون بالدين لأجل الكرسي.
4. الحر بن يزيد الرياحي:
في بداية النهار، كان في صف ابن زياد، لكنه قالها حين استيقظ ضميره:
“والله أخيّر نفسي بين الجنة والنار، ولا أختار على الجنة شيئًا.”
تحوّله من قاتل محتمل إلى شهيد خالد، يجعل منه رمزًا خالدًا للتوبة والشجاعة الأخلاقية.
⸻
في الطف، لم تكن المعركة فقط حول كربلاء، بل حول الإنسان في كل زمان: هل سيكون حسينًا؟ أم حرًّا؟ أم عمرًا؟ أم يزيدًا؟
وللأسف، ما زالت هذه الوجوه تتكرر… وما زال القرار بيدنا







تعليقات