تسويق الحرب عبر الذكاء الاصطناعي
- Aqeel Awad
- 21 يونيو
- 2 دقيقة قراءة

كتب رئيس التحرير / عقيل الشويلي
شهدنا في الآونة الأخيرة تصاعدًا ملحوظًا في استخدام الذكاء الاصطناعي ضمن عمليات الحرب النفسية والدعائية، لا سيما من قبل إسرائيل، التي باتت توظف هذه الأدوات بشكل احترافي عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وباللغة العربية تحديدًا، مستهدفةً الرأي العام العربي بخطاب مشحون ومصنّع بعناية.
ومن خلال الرصد الأكاديمي، تبين أن إسرائيل تعتمد على بث محتوى مرئي عالي الجودة، يحمل شعارات لقنوات عربية معروفة، ويستخدم أحيانًا أصواتًا مألوفة لمذيعين ومقدّمين معروفين، بهدف تحقيق التأثير النفسي والاختراق العاطفي. وتأتي هذه الأساليب ضمن مشروع متكامل للحرب النفسية، يستند إلى القاعدة الشهيرة:
“اكذب، ثم اكذب، حتى تصدق نفسك”.
جزء كبير من هذا المحتوى يركّز على قصص إنسانية مصطنعة تزعم أن الاطراف الاخرى، يستهدفون الأبرياء، في محاولة لقلب الرواية وتضليل الرأي العام العربي، مقابل تجاهل أو تغييب متعمّد للرواية الأخرى.
استُخدم الذكاء الاصطناعي أيضًا في الترويج العسكري الإعلامي، حيث جرى تسويق واسع لفكرة أن طائرة B-2 الأمريكية ستشارك في ضرب المفاعل النووي الإيراني، مع تداول معلومات غير مؤكدة عن نوع القنبلة التي قد تُستخدم، وخطط الوقاية منها، رغم أن الولايات المتحدة لم تُعلن رسميًا أي نية للمشاركة المباشرة في الضربات.
وقد أدى هذا النوع من المحتوى إلى إثارة الذعر النفسي لدى بعض فئات الجمهور، حيث لوحظ أن البعض بدأ بالسفر أو ادخار المواد أو حتى إطلاق النذور، في استجابة عاطفية لمعلومات إعلامية لم تصدر من مصادر رسمية.
ما يجب التوقف عنده، هو أن العرب حتى الآن لم ينجحوا في اختراق الشعوب الغربية أو إيصال روايتهم الإنسانية عن استهداف المدنيين بشكل فعّال ضمن معركتها الإعلامية، مما يعكس خللاً في إدارة وتسويق المحتوى الإلكتروني الموجَّه.
إن غياب استراتيجية إعلامية عربية تستفيد من تقنيات الذكاء الاصطناعي وتحاكي أساليب التأثير الحديثة، يفتح المجال أمام سرديات الآخر لتتصدر المشهد العالمي، بينما تبقى الرواية الحقيقية غائبة أو غير مؤثرة







تعليقات