top of page

في تقييم المسؤولين… بصيص أمل في حكومة السوداني

  • صورة الكاتب: Aqeel Awad
    Aqeel Awad
  • 18 يوليو
  • 2 دقيقة قراءة

تاريخ التحديث: 20 يوليو

ree

في كل مرحلة حكومية، يخضع الأداء الوزاري والإداري إلى تقييم مزدوج: شعبي وإعلامي. فالمجالس الثقافية والإعلامية، وحتى الأحاديث اليومية في الشارع، باتت تتداول أسماء المسؤولين علناً، تتساءل وتناقش: من يعمل بجد، ومن حوّل المنصب إلى مشروع تجاري أو عائلي أو حزبي؟ من يملك “كفرات” تحميه، ومن تحرّكه السماسرة والصفقات؟


لكن مقابل كل هذا، لا يغيب عن الذاكرة الشعبية أيضاً ذكرُ النزيهين، أولئك الذين قاوموا الانجراف في دهاليز الفساد، وتمسكوا بمبادئ الدولة وخدمة الناس.



المنصب تكليف لا تشريف.. وهناك من يفهم ذلك


من بين هؤلاء، يبرز وزير الداخلية الفريق عبد الأمير الشمري، الذي أعاد شيئاً من الهيبة والجدية إلى الوزارة. عرفه العراقيون بنزاهته وهدوئه وصرامته، حتى أصبح اسمه يتداول باحترام واسع. على مستوى المنتسبين، يُعاملهم بروح أبوية وإنسانية، وعلى مستوى الإدارة، حافظ على المهنية بعيداً عن أي انتماء حزبي أو نفعي. بعض المراقبين يعتبرونه أفضل من تسنّم الوزارة منذ 2003.


وفي القطاع المالي، يظهر بلال الحمداني، مدير عام المصرف العراقي للتجارة (TBI)، كنموذج للمسؤول التكنوقراطي، الذي لم يُقحم العمل المصرفي في لعبة الولاءات. الحمداني لم يضع المؤسسة في جيب عائلي أو حزبي، بل واصل بعقل اقتصادي دقيق، تقديم نموذج منضبط وفاعل، حافظ فيه على استقلالية المصرف وسمعته داخلياً وخارجياً.


أما على المستوى الرياضي، فتبرز تجربة الدكتور عقيل مفتن، رئيس اللجنة الأولمبية الوطنية العراقية، كحالة فريدة في التفاني والتضحية. إذ لم يكتفِ بإدارة شؤون الرياضة من موقعه الرسمي، بل تحمّل أعباءً مالية كبيرة من جيبه الخاص، دعماً للأندية والاتحادات والرعايات. الأبرز من ذلك، أنه لم يتقاضَ أي مبلغ من خزينة الدولة في إيفاداته الرسمية، بل كان يتكفل بكامل تكاليف السفر والإقامة على نفقته الشخصية، في وقتٍ يبحث فيه بعض المسؤولين عن أي فرصة للإيفاد لغرض المكاسب لا المهام.


هذه النماذج – على قلتها – تُثبت أن هناك من لا يزال يؤمن بالدولة لا بالغنيمة، بالواجب لا بالمصلحة، وبالخدمة لا بالوجاهة. وجود أمثال هؤلاء في حكومة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، يمنح التجربة شيئاً من الاتزان، ويمنح المواطن مساحة للأمل، ولو كانت ضيقة.


المطلوب اليوم ليس الاكتفاء بذكر هذه الأسماء كنماذج إيجابية فقط، بل تحويل سلوكهم إلى معيار، وأدائهم إلى مقياس، تُحاسَب على أساسه بقية القيادات. فالوطن لم يعُد يتحمّل المزيد من التجريب، ولا المجتمع يمكنه أن يغفر المزيد من الخذلان.


ربما لا تزال الطريق طويلة، لكن وجود من يحاول أن يكون مسؤولاً حقيقياً، يُنير للآخرين درباً في ظلامٍ طال أمده

 
 
 

المنشورات الأخيرة

إظهار الكل

تعليقات


bottom of page