الإمام المهدي (عج) ليس مصباح علاء الدين
- Aqeel Awad
- 17 يونيو
- 1 دقيقة قراءة

بغداد / كل الاخبار
كتب / المحرر السياسي
يعتقد بعض السذج من المتشددين أو ذوي التفكير البسيط أن ظهور الإمام المهدي (عج) سيكون بمثابة تحقيق لكل الأمنيات، وكأننا أمام “مصباح علاء الدين” الذي يخرج منه الإمام ليحل جميع مشكلاتنا، ويحقق رغباتنا الفردية أو الجماعية دون جهد أو وعي أو إعداد.
هذا الفهم قاصر وخاطئ تمامًا، لأن مشروع الإمام المهدي (عج) ليس مشروع أمنيات، بل مشروع إصلاح عالمي شامل، يتطلب من الناس أن يكونوا على قدر المسؤولية. الإمام لا يبحث عن أتباع يطلبون المعجزات، بل عن رجال ونساء عقلاء، علماء، أقوياء، شجعان، صادقين، يحملون هم الأمة، ويعملون لبناء دولة العدل الإلهي.
فعل يعقل مثلا أن يتوقف الطبيب عن معالجة الناس بعد ظهور الإمام؟ أو أن يترك النجار مهنته؟ أو أن يعطل الحلاق أدواته؟ ماذا عن القاضي، والشرطي، ومدير المصرف، وكابتن الطائرة؟ هل يُلغى كل ذلك؟ بالطبع لا. الإمام المهدي (عج) لا يأتي ليعطل الحياة، بل ليعيد إليها توازنها وعدالتها، ويقود الناس نحو مجتمع متكامل متطور، يُمارس فيه كل فرد دوره وفق مبادئ الحق والقسط.
ظهور الإمام هو لحظة بداية، لا نهاية. هو دعوة للارتقاء لا للاتكال. الأمنيات الحقيقية، تلك التي لا تعب ولا ألم فيها، مكانها جنات الخلود، لا دار الدنيا. أما في عصر الظهور، فالناس سيكونون أكثر وعيًا وانضباطًا، لا أكثر كسلاً وانتظارًا.







تعليقات